كتبه / أحمد بركات
الحقيقة أن الزواج هوعقد روحاني، بين رجل وامرأة، يتعاهد فيه كلٍ منهما ضمناً على الحب، فكل منهما لا يرى نفسه بعيداً عن الآخر وإن ابعتدا، وكلٍ يرى نفسه فى الآخر ولو اقتربا، هو عقد مكتوب يجسد حقيقة لكنه لا يصنعها، لذا سُمىَّ ميثاقاً غليظاً. عقد من عدة أجزاء لا يختار منه أطرافه الا جزءاً واحداً، هو القبول والإيجاب، وباقي الأجزاء تكتمل بإرادة الله الذى قال سبحانه ” وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ “.
انتشر فى الأيام القليلة الماضية صورة متداولة لقائمة زواج، تصدرتها جملة من يؤتَمن على العِرض لا يُسأل عن المال، وقوبلت هذه الرسالة بأراء متناقضة، بعضها مؤيد وكثير منها معارض.
وحين تأملت هذه الجملة جيداً، وجدت أن بين طياتها تختبىء رسالة، رسالة من الأب إلى الزوج، يبذر بها البذرة الأولى لبناء أسرة راقية لابنته، عمادها الثقة والحب، وبها أيضا رسالة خفية لجميع الأباء، مضمون تلك الرسالة تخيروا لبناتكم، حينها يمكنك أن تقول من يُؤتمن على العرض لا يُسأل عن المال.
لقد تحرى هذا الأب وبحث، فانتقى، فاختار زوجا لابنته، يصلح أن يُهدي تلك الكلمات، “من يُؤتمن على العِرض لا يُسأل عن المال”، ومن قبل تلك الكلمات اختار زوجاً يصلح أن يُهديه ابنته.
ما أجمل تلك الجملة حين تخرج من قلب رجل صادق “أب علم قدر ابنته”، فتلامس قلب رجل صادق “زوج يستحق أن يُهدى تلك الهدية” ، إن هذه الكلمات نيشان زين به الأب هذا الرجل، ولكن السؤال الهام وهل كل الرجال تستحق النياشين، خاصة لو تذكرة حكمت الأديب الفرنسى فيكتور هوجو حين قال : كل النساء قد يلدن الذكور، والمواقف وحدها تلد الرجال.
لقد قال هذا الأب لهذا الزوج بين كلماته، أنت موضع ثقة وأنت موضع أمن لى ولابنتى، فأنا أمنتك على ابنتى وحياتها، أمنتك على حاضرها ومستقبلها، فهل لا أُمَنك على مالها !!
ولكن السؤال الهام هنا مَن مِن الرجال الذى يصلح أن يُؤتَمن على العِرض ؟
يقول النبي صلَّى الله عليه وسلم “اذا جائكم من ترضون دينه فزوجوه” إن هذه الحديث يحمل بين كلماته رسالة مشتركة لولي الأمر وللزوج ، للأب تأكد وأنت تختار لابنتك، وللزوج انما أهديناك تلك الهدية لأنك تستحقها.
إن هذه الجملة من هذا الأب “من يُؤتمن على العرض لايُسأل عن المال” ،هى رسالة ليست موجهة لكل الرجال، وإنما هى فقط موجهة لأب يحسن الإختيار وزوج قدر هذا الإختيار.
أدعوكم لقراءة مقال الشجرة المحرمة على صفحة الكاتب، ستجدوا ليننك المقال بالتعليق الأول، اذا أعجبك المقال شارك الصفحة واعمل متابعة للكاتب، ليصلك كل جديد من مقالات ومقولات، وتذكر أن الكلمة رسالة.