مواقع التواصل
أحدث المقالات
صفحتنا على فيسبوك

موعد مع ابنتي

شارك البوست مع أصدقائك
Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

الكاتب/ أحمد بركات

يقول أحد الأصدقاء اليوم اتصلت بي زوجتي، تُذكرني بعيد ميلاد ابنتي، وأنها اليوم أكملت ستة عشر عاماً من عمرها، حينها لم أتمالك نفسي، وذرفت الدموع من عينيَّ، صُدمت. لم أستطع أن أتكلم!!

تذكرت ابنتي يوم ولدت، تذكرتها حين كانت تحادثني بقصصها البسيطة، التي لم أشاركها فيها يوماً ولو بتعليق، فدائماً كنت مشغولاً.

كم طلبت مني ابنتي أن نخرج معاً! لكني دائماً كنت ألتزم بموعدي مع الجميع إلا مع ابنتي.

كم كانت تأتي بألعابها جميعاً! تطلب مني أن ألعب معها، وحينما تجلس بجواري كنت أنشغل عنها بمكالمة تليفون.

شعرت حينها أني مشتاق للجلوس مع ابنتي. تذكرت أنّي نسيت أن أتذكر!

كم رغبت أن أجلس معها لنتضاحك سوياً! وكم مر العمر سريعاً ولم أشعر فيه بسعادة امتلاك أهم الأشياء في حياتي وهي ابنتي! اكتشفت حينها أني خالفت كل مواعيدي مع ابنتي.

كثيراً كُنت أدَّعي أنه سيأتي يوم قريب سأفرِّغ فيه وقتاً لأجلس معها، كنت أظن أنها ابنتي ويمكنني فى أي وقت أن أراها وأجلس معها. لقد نسيت حقاً أن أشبع من ابنتي، كما نسيت أنه سيأتي يوم سترحل ابنتي إلى بيتٍ أخرٍ، حينها ستكون رؤيتها بموعد.

عرفت وقتها معنى الحرمان!!

عرفت أن الحرمان الحقيقي ليس في افتقاد الأشياء الهامة، ولكن الحرمان الحقيقي هو ألا نشعر بالأشياء الهامة في حياتنا إلا بعد رحيلها. إن الحرمان الحقيقي هو الحرمان من الحياة ذاتها، حين تمر علينا لحظات السعادة فننشغل عنها بغيرها من الآمال بحثاً عن السعادة رغم أن السعادة الحقيقية بين أيدينا، على أمل أنه سيأتي يوماً سنحتفل بهذه اللحظات، حينها ستكون قد رحلت السعادة.

أجمل ما في الحياة ابنتك فلا تنشغل عن رؤيتها والجلوس معها، لأنه سيأتي يوماً ستشتاق إليها وتتمنى الجلوس معها، وقتها ستكون رحلت لبيتٍ آخر ولحياةٍ أخرى تُشغلها عن الجلوس معك.

حافظوا على أوقاتكم مع أبنائكم فهى علاقة مرتبطة بزمن محدود.

شاركوا هذه الكلمات مع كل أحبابكم مع أبنائكم وآبائكم، لأن هذه الكلمات خرجت من قلبٍ صادقٍ، فأعتقد أنها لابد من أن تلمس قلوب الصادقين.

إذا أعجبتك المقالات اعمل متابعة للصفحة ليصلك جميع المقولات والمقالات اليومية للكاتب بركات.

#تحياتي_لأصحاب_العقول_الراقية

#حكايات_بركات

#الكاتب_أحمد_بركات

تصفح المنشورات الآخرى
أخبرني رأيك في تعليق