للكاتب / أحمد بركات
فى أحد الأفلام المصرية القديمة، وهو فيلم “الرجل الذى عطس”، والذي رحل بطله الفنان سمير غانم عن عالمنا أمس، إلى عالم أخر وحياة أخرى، كان “مسعود سعيد الناقص” مواطن بسيط، من بسطاء الشعب المصري، عاش حياته فى حرمان شديد، يدَّخر نقوده القليلة، من أجل هدف واحد هو أن يتزوج وينجب.
علم مسعود أن ما تبقى من حياته هى أيام معدودة، قال له الطبيب الرحيم فى نهاية أيامه، ” فى دكاترة بيحبوا يصارحوا المريض بالحقيقة، وفى دكاترة بيفضلوا انهم يخففوا الصدمة عن المريض، أنا حبيت أديلك أمل فى الحياة، فحتى لو باقى لك أيام معدودة، فالرحمة والانسانية ما تخلنيش أعذبك، لأن القلق أحيانا هو اللي بينهي حياة الانسان مش المرض .
قال مسعود ” أنا عشت الموت ولقيته ما بيخوفش الحياة هى ال بتخوف !!
وترك مسعود رسالة وداع لمن خلفه قال فيها ” احنا كلنا بنتولد علشان نموت هى دى الحقيقة “.
الحقيقة إن هذا المرض “كورونا”، وإن كان سبباً لفقدان الحياة، فلابد أن نعلم جميعا وحتى المعافين منا، أنناجميعاً مرضى، فلو اعتبرنا هذا المرض سبب لفقدان الحياة والرحيل من الدنيا، فالحقيقة المؤكدة أننا جميعنا سنرحل من هذه الدنيا يوماً ما، سواء بهذا المرض أم بغيره.
لابد أن نتعامل دائماً ونحن فى الحياة، أننا مرضى يمكننا أن نرحل فى أي وقت، وحين نرحل سنترك رسالة من كلمات معددودة لمن خلفنا نقول فيها ” الرحيل كلمة رغم ما بها من ألم، إلا أنها تحمل رسالة لنا، أن هناك موعد آخر بلقاء، حينها سيلتقي كل الأحباب، فالفراق فى الحياة بين الأحبة هو الموت ، والفراق بالموت هو موعد بلقاء.
اللهم ارحم جميع من تُوفى بهذا المرض أو بغيره، ففي النهاية لا مفر من الموت.
خالص تحياتي لأصحاب العقول الراقية