في أحد الأفلام المصرية القديمة وهو فيلم “جري الوحوش”، وافق عبد القوي (منجد بسيط) على استبدال قطعة من جسده، ليساعد رجل الأعمال “سعيد” على الإنجاب، وفي المقابل يدفع رجل الأعمال نصف ثروته، وتمت المقايضة، وعندما فقد عبد القوي صحته،
قال حرفياً: “دلوقت عرفت إن الفلوس تقدر تشتري الأكل بس ما تقدرش تشتري النفس اللي تاكل، تقدر تشتري الدوا بس ما تقدرش تشتري الصحة، تقدر تشتري السرير بس ما تقدرش تشتري النوم.
حين علم عبد القوي ذلك، تمنى حينها أن يستبدل هذا المال بما فقد من صحته، ويعود لما كان من سابق عهده، لقد نسي عبد القوي هذا المنجد البسيط أنه ليس ما كل يتمناه المرء يُدركه، لذلك تمنى ما تدركه وأحبه، فقد ياتي يوماً تتمنى أن تدركه مرة أخرى.
يقول الله تعالى:”سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ۗ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.
لنكتشف من ذلك أن الرؤية الحقيقية لدينا هي رؤية قاصرة، فما بين أيدينا لا نشعر بقيمته إلا حين نفتقده، وما نفتقده بعدما كان بين أيدينا نتمنى لو عاد لأيدينا، رغم أننا لم نشعر يوماً بقيمته حين كان بين أيدينا.