كتبه/ أحمد بركات
إن أفضل الكلمات بل وأقوى الكلمات، هى في الواقع جملة تتألف من كلمات معدودة، كلمتين وبس، ذلك أن أفضل كلمة هى ما تجمع بين القلب والعقل، فالقلب يعبر عن الإحساس والإخلاص، والعقل يعبر عن المنطق والحقيقة، وإنى لا أريد في الكلمة أكثر من ذلك، أن تكون كلمة تحمل إحساساً، بأن تكون نابعة من مخلص أو محب، وأن تكون منطقية ملموسة تعبر عن حقيقة. تقول الحكمة، في أي خطوة تخطوها في حياتك، حاول أن تجعل العقل والقلب معاً، لأن في العقل إرادة وفي القلب ضمير.
لذلك كانت أفضل كلمة يمكن أن تجمع بين العقل والقلب، هى كلمة الإيمان، فالإيمان هو المزيج بين العقل والقلب، بين المنطق والإخلاص، فالإيمان يشمل منطق العقلاء، ويحمل إخلاص وصدق القلب، فمنطقية العقل وإخلاص القلب هما الإيمان الخالص، الذي نبحث عنه جميعاً، لأنه إيمان يجمع بين القلب والعقل.
وكانت أفضل كلمة تلازم كلمة الإيمان هى كلمة التوبة، قال الله تعالى “وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ”.
نتمنى من الله أن يلقننا التوبة كما لقنها لأبينا أدم عليه السلام، “فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” فقال أدم “رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.
ونسأله أن يكون نصيبنا من التوبة كنصيب نبي الله موسى عليه السلام حين قتل نفساً فقال “رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُۚ إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ”، فكان نصيب موسى المغفرة “فغفر له”.
حينها سنعلم علم اليقين أن التوبة منة من الله، هذا ما أيقنه من تخلف من الصحابة عن غزوة تبوك، فمن الله عليهم بالتوبة “وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”..
“ثم تاب عليهم ليتوبوا”
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي.
“إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ”.
إذا أعجبك المقال اعمل متابعة للصفحة ليصلك جميع المقولات والمقالات اليومية للكاتب بركات.