مواقع التواصل
أحدث المقالات
صفحتنا على فيسبوك

صاحب الفكرة

شارك البوست مع أصدقائك
Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

للكاتب / أحمد بركات

في أحد الأفلام المصرية القديمة وهو فيلم “الكيف”، فيلم يتناول نزاع قوي بين القيم واللاقيم، استطاع أن يعرض هذا الفيلم معركة عنيفة بين المبادئ والماديات، حاول الدكتور صلاح صاحب المبادئ، أن يحافظ على مبادئه أمام التغيرات المجتمعية، وأمام رمز من رموز هذه المتغيرات، وهو المعلم “بهظ” تاجر الحشيش، لكن المعلم بهظ استخدم كل حيله، كي يقنع للدكتور صلاح أنه يقوم بعمل خدمي للناس، قائلا “أنا بوفرلهم مزاجهم، ومش بجبرهم يشربوا كيف، أنا بوفرلهم اللي اتعودوا عليه، أنا مش بضر الناس هم العايزين ده”.

وكأنه يريد أن يقول أن هذا هو اختيار الناس، كما أنني لست أملك القرار لأختار لهم، إنما أوفر لهم ما يختارون ويحبون، أنا مجرد بائع لسلعة يحتاج إليها الناس، للأسف الشديد لقد أوشك أن يكون هذا منطق المجتمعات المتخلفة في النظر لهذه الظاهرة.

قال المعلم بهظ “زمان فتحت مصنع شاي، وكنت بغش الشاي بنشارة الخشب، وأبيعه في بواكي للناس، كسبت وبقى ماركة لها اسم، وفجأة نشارة الخشب غليت، والنجارين اتملعنوا علينا، اضطريت أبيع الشاى من غير نشارة للناس، تخيل حصل إيه؟ الناس اشتكتنى، واتخرب بيتي وفلست، طفشت الزباين، وقالوا على بغش الشاي!!”

رد الدكتور صلاح على المعلم بهظ “أنت واللي ذيك أفسدتوا ذوق الناس عودتوهم على الوحش لحد ما نسيو طعم الحلو”.

هل كلام الدكتور صلاح صحيح؟ هل فعلا إحنا إتعودنا على الوحش لحد ما نسينا طعم الحلو؟ هل فقدنا التميز بين الجميل والقبيح، والمبادىء والقيم والعادات والتقاليد، ولو كان ده حصل فعلاً في أمل إننا نرجع تاني، نعرف نميز بين الوحش والحلو؟ هل العيب في المخادعين الذين زيفوا لنا الحقائق، أما العيب فينا نحن لأننا كنا نجهل تلك الحقائق، فلم نبحث لنعلم ما هو ضار وما هو نافع، أما أن هؤلاء الكاذبين ما هم إلا صنيعة معتقداتنا البالية عن الصادقين، ذلك لأنهم استطاعوا أن يقدموا لنا الكذب الذى نريد أن نصدقه، فنحن لم نبغى يوماً الصادقين.

قد يكون الظاهر أن المادة هى التي تغلبت على القيم والمبادئ، ولكن الحقيقة أن المبادئ لم تتغير وإنما قهرتها المادة، ليس بما تملكه من قدرة على الإغراء، وإنما بما تملكه من سلطة، في الوقت الذي لا تمتلك فيه المبادئ أي حصانة، تجاه تلك السلطة.

يقول المؤرخ الأمريكي “ألفرد ويتني جيرسولد”: إنه على مدى التاريخ، كان السلاح الوحيد دائماً لمحاربة فكرة سيئة، هو فكرة أفضل منها.

إذا أعجبك المقال اعمل متابعة للصفحة ليصلك جميع المقولات والمقالات اليومية للكاتب بركات.

#عين_جديدة

#الكاتب_بركات

#تحياتي_لأصحاب_العقول_الراقية

تصفح المنشورات الآخرى
أخبرني رأيك في تعليق