مواقع التواصل
أحدث المقالات
صفحتنا على فيسبوك

رسالة من التاريخ

شارك البوست مع أصدقائك
Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

للكاتب / أحمد بركات

في أحد الأفلام المصرية القديمة، وهو فيلم الناصر صلاح الدين، والذي كان يسلط الضوء على حدث تاريخي، حيث كانت تدور أحداثه حول بيت المقدس، والذي انتهى فيه الأمر بتحرير بيت المقدس، وتوقيع معاهدة الرملة بين الناصر صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد.

وسبب ذكري لهذا الحدث التاريخي وتناوله من خلال هذا الفيلم دون غيره، هو الإشادة باهتمام السينما وقتها بتناول الأعمال التاريخية، والتي إن كان بها بعض الخلل فى الأحداث، إلا أنها تذكر قدراً من التاريخ لغير المهتمين بالاطلاع على تاريخهم.

ورغم أن هذا الفيلم من العلامات البارزة في تاريخ السينما، إلا أنه قد تسبب فى إفلاس المنتجة أسيا داغر، صاحبة شركة أسيا للانتاج السينمائي، حيث تجاوزت تكلفة الفيلم حينها مائة وثمانون الف جنيه، وهذا المبلغ يعد بالنسبة لعام 1963 مبلغا خرافياً، إلا أن حصيلة إيراداته لم تتجاوز المائة ألف جنيه، مما أدى إلى إفلاس الشركة المنتجة.

ولكن ما يعنينا هنا هذا الحوار الرائع الذي دار بين صلاح الدين وملوك أوربا، حول بيت المقدس، أرسل صلاح الدين كلماته القوية لملوك أوربا قائلا: في أي شريعة يحق للمغتصب أن يفرض شروطه على صاحب الأرض؟، أنتم جئتم إلى بلادنا معتدين، فإن كنتم حقاً حريصين على السلام، فارجعوا من ديارنا. فأنتم تعلمون جيداً أن المسلمين المؤمنون بجميع الأنبياء، لا يمكن أن يضطهدوا أهل الكتاب، هذه أرضنا فبيت المقدس بلد عربى، والأماكن المقدسة مفتوحة لجميع الاديان.

أنا أكره الحرب، وتعاليم الديانات السماوية جميعا تلعن سفك الدماء، ولكن إذا كتب علينا القتال دفاعنا عن أرضنا، فلا حيلة لنا إلا الحرب دفاعاً عن هذه الأرض. لن نتنازل عن أي جزء من وطننا العربى.

فعلا أصدقائى إن كلمة الحق لا ولن تموت، وإن غابت بين السطور، وإن غطتها الأتربة في الكتب، في المكتبات بين جدران السجون، وإن أسرت في المنازل أو في المتاحف، وسط بهرجة القصور، وإن غابت فى الشباب، وإن ماتت فىغ الكهول، ستظهر في الملامح وفي الحراك وفي السكون، ستظهر في الحقيقة وفي السراب وفي الشجون، ستشرق كالشموس من العيون، ستنبض في القلوب مخترقة كل الحصون، ستخرج للحقيقة من الظنون، ستبعث في الحياة من الممات إلى الظهور.

فإن أردت أن تكتب رسالة فاكتب الحقيقة، وتذكر أن كلماتك أعظم من أن تهدى لأحد، واكتب كلماتك للتاريخ، وأعلم أنه حتما سيأتي يوماً، سيكون فيه التاريخ شاهداً لك، أنك كنت ممن يحسنون كتابة كلمات، تسطر بين كلمات التاريخ.

قال الله تعالى فى أخر أية من سورة الصافات “وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ”.

#عين_جديدة

#رسالة_من_التاريخ

#الكاتب_بركات

#تحياتي_لأصحاب_العقول_الراقية

تصفح المنشورات الآخرى
أخبرني رأيك في تعليق