مواقع التواصل
أحدث المقالات
صفحتنا على فيسبوك

الشجرة المحرمة

شارك البوست مع أصدقائك
Facebook
Twitter
LinkedIn
Telegram
WhatsApp
Pinterest

الكاتب/ أحمد بركات

كان هناك قرية جميلة في جزيرة بعيدة، تُسمى جزيرة الأحلام، كانت هذه القرية تتميز بالدفء والأمان، وكان لأهل هذه القرية شجرة جميلة، تُسقى بماء صافِ عذب، وتنمو يوماً بعد يوم، وكل يوم يزداد جمالها عما قبله، كان أهل القرية ينفق على هذه الشجرة الجميلة الغالي والنفيس، لتكون من أجمل الأشجار.

كبرت الشجرة وأثمرت وفاح عطرها، وازدادت جمالاً وروعة، لكن ثمار هذه الشجرة كانت محرمة على أهل هذه القرية!!

فقد كان العرف السائد عند أهل هذه القرية، أنه وفي تمام بلوغ الشجرة، أن يقوموا بإهداء هذه الشجرة لأفضل من يدخل قريتهم، دخل قريتهم الكثير من الرجال، وفي يوم من الأيام توصلوا لأفضل رجل دخل قريتهم، يمكنهم أن يثقوا فيه، لإهداءه هذه الشجرة المُثمرة الجميلة، جاء أهل القرية واجتمعوا بهذا الرجل، وأهدوه هذه الشجرة الجميلة.

لم يكن يعلم هذا الرجل كم من العمر ضاع من أهل القرية، من أجل تهيئة وتنشئة هذه الشجرة لتكون شجرة جميلة مُثمرة، وكم أنفقوا من الأموال من أجل هذه الشجرة.

في البداية أعجب الرجل بهذه الشجرة إعجاباً شديداً، قطف من ثمارها الجميلة، وأصبح مستباحاً له ما كان محرماً على أهل هذه القرية، أنبتت الشجرة أزهاراً ووروداً جميلة لم تكن تُزهر من قبل. وفي لحظة ما قرر هذا الرجل أن يقطع هذه الشجرة، ويقتل جميع الأزهار، فلم تعد ثمارها تعجبه، وأصبحت رائحة الأزهار تزعجه.

قرر أن يتخلص من الشجرة!!

لم يتذكر حينها هذا الرجل كم بذل أهل هذه القرية من مجهود، وكم من عمر أفنوه من أجل هذه الشجرة، كيف اختاروه من بين العديد من الرجال، ليهدوه هذه الشجرة، التي حرمت ثمارها على الجميع إلا هو.

لم يعلم هذا الرجل أن الهدايا كما أنها لا تُهدى لأحد، فانها كذلك تعبر عن حب المهدى، لم يعلم أن ما يعطى بصدق يجب أن يحفظ برفق،

ماذا تقول الأن للرجل الذي قطع هذه الشجرة؟

ولكن قبل الإجابة لابد أن تعلم أنك في زمن ما دخلت هذه القرية وأهديت هذه الشجرة.. هل تتذكر؟ قد تكون نسيت الآن!!

ولكن إذا رجعت بذهنك لاكتشفت، أن هذه الشجرة هى زوجتك، التي نشأت تُسقى من قلب أبويها، وتأكل من كبديهم.. ويستمدون النور من عينيها.

ظلت هذه الزوجة محرمة على الجميع، مهيأة لك أنت أيها الزوج، فلقد اختارك أبويها من بين جميع الرجال، ليهدوك عشرون عاماً من عمرهم، أفنوها في إعداد هذه الشجرة لتكون لك!!

والآن أنت تريد أن تقطع هذه الشجرة. رجاءً.. لا تقطع الشجرة!!

حافظوا على هذه العلاقة النقية، ولا تدخلوها في حيز الملكيات، إجعلوها من قبيل الهدايا الجميلة، فكما أن الهدايا لا ترد، فانها أيضاً تعبر عن مشاعر المهدى إلى المهدي إليه، فهو ينتقي أجمل ما لديه ليهديه لمن يحب. لا تردوا ما أُهدي إليكم لأنه أهدى إليكم بصدق، وما أُهدي بصدق كان يجب أن يحفظ برفق، حافظوا على هداياكم لأنها ترتبط بمناسبات جميلة في حياتنا، وتلامس مواقف قد لا تتكرر مرة أخرى.

زوجك/ زوجتك هدية تعد لك منذ أكثر من عشرين عام، فهل تدرك قيمة هذه الهدية، والمعنى الحقيقى لهذه الشجرة، يا من لا تقدروا القيمة الحقيقية للأشياء إلا بعد رحيلها، راجعوا أنفسكم!! فلقد راجعت نفسي، وتعلمت من هذا الدرس الكثير.

لا تقطع الشجرة!!

#تحياتي_لأصحاب_العقول_الراقية

#حكايات_بركات

#الكاتب_أحمد_بركات

إذا أعجبك المقال اعمل متابعة للصفحة ليصلك جميع المقولات والمقالات اليومية للكاتب بركات.

تصفح المنشورات الآخرى
أخبرني رأيك في تعليق