الكاتب / أحمد بركات
الجانب الأخر ..هو جانب قد نعيش طيلة حياتنا لا نراه، لكننا حتما سنراه حين نفتقده، وصدق المتنبي حين قال: “مَا كلُّ ما يَتَمَنّي المَرْءُ يُدْرِكُهُ”.
تعلمت من مقولة المتنبي ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، أن ما يدركه المرء لابد أن يتمناه ويحبه، لأنه قد يأتى يوم سيتمني أن يدركه مرة أخرى حين يفقده. هكذا تدور الحياة بين حزن تغلبه سعادة، وبين سعادة يغمرها حزن، تدور الحياة بين بين اليأس والأمل، بين السكينة والألم، بين الصحة والمرض، فبين كل هؤلاء يختبئ القدر، غير أن لكل قدر جانبان، جانب متعلق بنعمة، وجانب متعلق بنقمة، لكننا دائماً لا نرى إلا جانباً واحداً، لأننا دائماًا لا نري الجانب الأخر.
رغم أن كل ما نحتاجه لنرى هذا الجانب، هو قدرة على البصيرة وإن غاب البصر، فليس كل منا يرى بقلبه. تقول الكاتبة الأمريكية هيلين كلر: عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلًا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فتحت لنا.
إن الجانب الأخر، قد يغيب عن البصر بقدراته المحدودة، لكنه قطعاً لن يغيب عن البصيرة، التى ترى ما وراء الحدود، وحين نصل للجانب الأخر، سنعلم أن اختيار الله للعبد هو الاختيار الأمثل.
لذلك تمنى ما تدركه وأحبه، فقد يأتي يوماً تتمنى أن تدركه مرة أخرى، حينها سوف نكتشف أن الرؤية لدينا هى رؤية قاصرة، فما بين أيدينا لا نشعر بقيمته إلا حين نفتقده، وما نفتقده بعدما كان بين أيدينا نتمنى لو عاد لأيدينا، رغم أننا لم نشعر يوماً بقيمته حين كان بين أيدينا.